مفوضية العون الإنساني: 300 ألف فروا من معسكر زمزم للفاشر

الإثنين، 14 أبريل 2025 06:09 م

نزوح

نزوح

حذّرت مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور من الآثار الإنسانية الكارثية والخطيرة التي ستترتب على النزوح العكسي لنازحي معسكر زمزم إلى مدينة الفاشر، والذي بدأ اعتباراً من أول أمس، جراء الهجوم الوحشي الذي شنّته مليشيا "آل دقلو" المتمردة على المعسكر، والذي أفادت حكومة إقليم دارفور بأنه أسفر عن مقتل أكثر من 450 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

مفوضية العون الإنساني: 300 ألف فروا من معسكر زمزم للفاشر 

وتوقّع مفوض العون الإنساني بالولاية، د. عباس يوسف آدم، أن يتجاوز عدد الفارين من معسكر زمزم، الذين ما زالوا يتوافدون في جماعات وأفواج كبيرة إلى الفاشر، حاجز الـ 300 ألف شخص، مشيراً إلى أن وصول هذا العدد الكبير من النازحين وتوجههم مباشرة إلى معسكر أبو شوك أو بقاؤهم في المرافق والميادين العامة، سيمثل ضغطاً إضافياً على الأوضاع الغذائية، وخدمات المياه والصحة بالمعسكر وبمدينة الفاشر عموماً، في ظل انعدام أو شح تلك الخدمات بسبب الحصار الطويل الذي فرضته مليشيا الدعم السريع على المدينة.

وشدد د. آدم، خلال مخاطبته اليوم بمقر صندوق إعانة المرضى بالفاشر اجتماع "مناصرة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي والوضع الراهن بالولاية"، والذي نظمه الصندوق بالتنسيق مع وزارتي الصحة والرعاية والتنمية الاجتماعية بالولاية، وبدعم من برنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان، على أهمية أن يعمل المجتمع الدولي على وقف هذه الانتهاكات، وأن تتحرك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتدارك هذا الوضع في أسرع وقت ممكن، لتفادي المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية.

وأكد أن استمرار هذه الانتهاكات سيشكّل بيئة خصبة لاستمرار العنف المبني على النوع الاجتماعي، داعياً إلى تشكيل آلية تعمل تحت إشراف وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، تكون مهمتها مناصرة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي.

من جانبها، أكدت المدير العام لوزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، د. بدور آدم محمد، أن وزارتها تعمل حالياً على تنفيذ قرار رئيس مجلس السيادة القاضي بإنشاء مركز بالولاية للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما أكدت استمرار تعاون كوادر وزارتها مع صندوق رعاية المرضى بالولاية لتنفيذ جميع برامجه، مشيرة في الوقت ذاته إلى أهمية متابعة وتقييم برامج وأنشطة الصندوق بالتنسيق مع وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية ومفوضية العون الإنساني.

وفي السياق، أوضح مدير صندوق رعاية المرضى بالولاية، أحمداي أحمد عزو، أن العنف القائم على النوع الاجتماعي بالولاية قد بلغ، في ظل الحرب الحالية، مراحل خطيرة، معلناً انفتاح الصندوق على جميع الأفكار والآراء التي من شأنها الحد من خطر هذا النوع من العنف، داعياً المشاركين في الاجتماع إلى التداول الواسع والعميق حول أنجع السبل وأفضل الآليات التي يمكن العمل من خلالها للحد من العنف النوعي.

وقد استمع المشاركون في الاجتماع، من ممثلي الأجهزة التنفيذية والعدلية والمنظمات والأطباء والإعلاميين، إلى تقارير مفصلة عن الوضع الراهن والرؤى المستقبلية حول كيفية مناصرة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، قدّمها ممثلو صندوق رعاية المرضى بالولاية، والإدارة القانونية، والمستشفى التخصصي لأمراض النساء والتوليد.

وبعد نقاش مستفيض حول تلك التقارير، خلص المجتمعون إلى عدد من التوصيات، من بينها أن تواصل الدولة جهودها لتحقيق الاستقرار الأمني بشكل نهائي، كما توافق المجتمعون على تشكيل آلية طوعية تكون مهمتها وضع البرامج والخطط الخاصة بمناصرة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، ومراجعة لجان مراكز تقديم الخدمات لمنع الاستغلال غير الأخلاقي. كما أوصى المجتمعون بضرورة حماية المنظمات الطوعية الوطنية والدولية من الاعتداءات، واستمرار التنسيق الحكومي مع هذه المنظمات لتبادل المعلومات.

search