د. عصام الدين بدري يكتب: نظرة للمستقبل التحالف ضرورة

السبت، 12 أبريل 2025 10:28 ص

د. عصام الدين بدري

د. عصام الدين بدري

يقولون انه لو كان في العالم شخص واحد عرف السلام و لو كانوا شخصين عرف الصراع و لو كانوا ثلاثة عرف التحالف هذه سنة الحياة على مر الأزمان و الأمم منذ القدم عرفت التحالف في حروبها و مهما كانت قوة الدولة فإنها تحتاج لمن يساعدها و يحقق لها الظروف و البيئة المناسبة للنصر حتى الولايات المتحدة الأمريكية عندما قررت غزو العراق عمدت إلى خلق تحالف كبير و صدح رئيسها بكلمته المشهورة ( على الدول ان تقرر من لم يقف معنا فهو ضدنا )
ان الخطوة الاولى في حل الأزمات التي تمر بها الدول و الشعوب هو التقييم السليم لحجم الأزمة و الكارثة و اعتقد انه من السذاجة و سوء التقدير القول بأننا نخوض هذه الحرب ضد مليشيا محدودة الامكانيات فقد أصبح واضحا انها حرب اكبر من هذه المليشيا حرب تم الاعداد و التخطيط لها على مستوى عالي ابتداءا من تحضير المسرح و حشد الدعم و ضع الخطط و ليس انتهاء بتامين الإمداد بالعتاد و الرجال و تأمين استمراره .كل ذلك تم عبر رعاية وشراكات و تحالفات بين أنظمة مجاورة و اخرى في الإقليم مع دعم كامل من دول كبرى . سيناريو وضع بدقة و لكنه اصطدم بصلابة الجيش السوداني و عظمة شعبه التي جعلت العدو يراجع تقديراته و اقبل بعضهم على بعض يتلاومون على سوء تقديراتهم و تحليلهم و وصل الأمر للاطاحة برجال المخابرات في بعض الدول المعنية. 
لكن الحرب لم تنتهي بعد و وجود الحلفاء أو الحليف اصبح أمرا ضروريا لعدة اسباب منها ان هذه الحرب مكلفة جدا و تزيد تكلفتها كلما طال بها الأمد و وجود الحليف بلا شك يقلل كثيرآ من كلفة الحرب كلنا يعلم ان هذه الحرب برعاية دولة تملك قوة مالية كبيرة و لاعب دولي إقليمي مهم في المنطقة يجد الحماية و الدعم لانه يخدم استراتيجيات و سياسات دولية .
إن مواجهة التهديدات المتنوعة و المتطورة يستوجب السعي لايجاد توازن للقوة و الحصول على أسلحة و معدات تواكب التطور في وسائل التهديد و لا ننسى ان وجود الحليف  يعتبر رادعا لأي تدخل قد يضر بالمصالح المشتركة .
الحليف الاستراتيجي بالمفهوم المتعارف عليه لا يوجد حاليآ و كل التحالفات القائمة حاليآ هي تحالفات تكتيكية قائمة على المصالح و ترعى في المقام الأول مصالح الدول الكبرى و لك ان تتأمل عزيزي القارى مثلآ في التحالف الأمريكي مع دول الخليج او مع مصر ستجد ان أمريكا تخلت عن حليفاتها في أكثر من موقف عندما يصطدم الأمر بمصلحة اكبر و أهم و يمكننا القول ان التحالف الاستراتيجي الوحيد القائم حاليآ هو بين إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية. 
نحن في السودان نطمع في تحالف تكتيكي مع الدول الصديقة ذات المواقف المشرفة في قضايا الوطن تحالف يقوم على تبادل المصالح و عدم التدخل في شئوننا الداخلية و اعتقد اننا دولة جاذبة بما تملكه من موارد طبيعيه فمثلا نحن نملك ساحلا يمتد لأكثر من ٧٥٠ كلم علي ممر حيوي تسعى كل الدول لإيجاد موطئ قدم على شواطئه. 
ان التخبط الذي لازم سياستنا الخارجية في الحكومات المتعاقبة ترك أثرا سالبا و توجسا كبيرا لدى الدول و تخوف من الدخول في اي تحالف مع السودان و هذا الأمر بلا شك يشكل عبء كبير على الحكومة و يتطلب مجهودا كبيرا لتحسين صورة الدولة السودانية أمام المجتمع الدولي. 
ختاما أقول حان وقت التحالف يجب ان تتوجه الجهود لإيجاد الحليف او الحلفاء قبل فوات الأوان

search