حوازم مقدم الدقم تكتب: عود الخيزران.. القبائل العربية بدارفور وكردفان.. واقع جديد يحتاج لترتيب

الأحد، 23 مارس 2025 11:43 ص

حوازم مقدم الدقم

حوازم مقدم الدقم

يصل عدد الحركات  بدارفور (87) حركة اغلبها حركات مسلحة بينما لا توجد في كردفان سواء الحركة الشعبية بقيادة  عبد العزيز الحلو وتمثل الاقلية ولا تعتبر وعاء جامع للاقليم  فكرا ومشروعا، عدم وجود حركات مطلبية مسلحة  يرجع  لتسامح تلك المجتمعات تجاه الدولة ،  بالرغم من سطوع 
 بعض الحركات المطلبية الشرسة وقتها  كحركة (شهامة) التي   سرعان ما صداء بريقها باغتيال مؤسسها  موسي علي  حمدين لتموت شهامة المطلبية وتطل شهامة (النفعية)

عدم وجود حركات مسلحة  ب كردفان ليس لان ولايات هذا الاقليم لا تعاني التهميش  فحقيقة الامر ان هذه الولايات تم تغييب انسانها تماما بمعرفة حقوق المواطنة وغيب  الوعي  بين مجتمعاتها وتم غبيش الحقائق واخفاء الاخفاقات  ، والنتيجة كانت  عدم وجود  مشروع سياسي واضح تجاه تلك المناطق  فعحزت نخبها من الدخول في صراع سلطوي مطلبي مسلح  ، بجانب إيمان ابناءهم بمشروع الحركة الاسلامية اكثر من رفع المظالم التاريخية من كاهل انسانهم

وعلي ضوء هذه  (البابوية) الممنوحة لهم من قادة الانقاذ  لم يفكر النخب وقتها بقيادة اي كيانات مطلبية مسلحة ، لانهموكانوا مغمورين با(الفتات) الذي يمنح لهم ، لانشاء (دونكي) او (مدرسة) وغيرها من المشاريع المتواضعة ، 
 حركة النهضة وانشاء بنية تحتية من طرق وشبكة مياه وشبكة كهرباء كانت ضمن مشاريعهم الاستراتيجية لكنها لم تنفذ لان اموالها دخلت جيوبهم وصرفت على حاشيتهم ، وتم إستغلالها في تجييش المؤيدين والموالين ضد الوطنيين الخلص  و المحصلة (العاهات) التي حلقت مع مشروع الدعم السريع في تخريب ممنهج للنسيج الاجتماعي

الناظر لتاريخ حروب السودان يجد ان القبائل العربية وقتها صاحبة القدح المعلى في معارك السودان ضد الحركة الشعبية برئاسة جون قرنق   سواء عبر ابناءها داخل المؤسسة العسكرية او عبر قوات (المرحيل) وحتي  الدفاع الشعبي 
وكانت حليف استراتيجي للحكومات المتعاقبة على البلاد

الان اختلت كفة موازين القبائل العربية بعد انقلاب قائد الدعم السريع على المؤسسة العسكرية وادخال البلاد في حرب دمرت فيه الاخضر واليابس، واصبحت امام تحدي كبير وهواثبات وجودهم عبر المؤسسة العسكرية ، الامر الذي نجحت  فيه القيادات العسكرية الميدانية وكسبت ثقة الشارع السوداني في تلك القبائل
لكن هناك خطر يهدد بقاء تلك القبائل خاصة في ظل اعداد الحركات المسلحة بدارفور وانتشار خطاب الكراهية بشكل واضح
وماتواجهه من واقع قاسي باتهام ابنائها لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية و عمليات نهب وسرقة وغيرها من الظواهر السالبة

ثبات  القيادات العسكرية من ابنا ء القبائل العربية امام كافة الاغراءات  التي تمت لهم من قبل الدعم السريع كانت (بوش)  لتحقيق مالم يتحقق في عهد الانقاذ اذا تم توظيفها بشكل مثالي
بجانب ان كردفان يمكن ان تحصد المشهد لانه وبنهاية الدعم السريع تكون قد انتهت حالة (تمليش) القبائل العربية  

الواقع يقول ان اعراب كردفان ودارفور يمرون بمراحل صعبة تحتاج حنكة خاصة وانهم لايملكون تنظيمات او حركات كفاح مسلح
في ظل (التمليش ) القبلي الذي يشهده السودان الان 
لابد من وضع خطط تصطحبها الدولة معها بان القبائل العربية الان بلا وعاء او غطاء سياسي

المسؤولية كبيرة وقادة الجيش من هذا الاقليم  غير معفين منها وعليهم  قيادة خط آخر  واعادة لحمة ماتبقى من ابناء هذه القبائل  وتشجيع اجسام مساندة لها تعمل على اجراء اصلاحات عبر الحوارات المجتمعية العميقة مع القبائل السودانية الاخرى وان ترفع صوتها عاليا بان (الجنجويد) ليسوا بقبيلة وانما سلوك متطرف وانتفاء تهمته عن القبائل العربية

المطلوب خطط  إسعافية تعمل على نبذ خطاب الكراهية المتطرف الذي بدوره قد يولد غبن اجتماعي يورثه الاجيال

على  القيادات المدنية من ابناء كردفان ودارفور  دعم تزكية القيم والمعاني بجانب تحرك نشط  في نشر ثقافة السلام المجتمعي

يجب العمل على  دعم   قيادة ابناء تلك القبائل  من منسوبي القوات المسلحة ،  بالمقابل ينتظر منهم خطوات اصلاحية للنسيج الاجتماعي تكون مصاحبة  للتحركات العسكرية لتدارك اي مخاطر حال انفجار الوضع بدارفور 
وقطع الطريق امام اي محاولات لهتك نسيج مجتمع تلك القبائل من قبل ابناء جلدتهم من منسوبي مليشيات الدعم السريع 

search